الدكتور ربيع العس
تم ربط الصحة الفموية بعدة حالات صحية نظامية، مما يشير إلى أهمية الحفاظ على نظافة الفم واللجوء إلى الرعاية السنية في الوقت المناسب. إليك بعض الأمثلة على الارتباط بين الأمراض الفموية وغيرها من مشاكل الصحة:
١. أمراض القلب والأوعية الدموية: أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين مرض اللثة (التهاب اللثة) وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وتصلب الشرايين. يُعتقد أن الالتهاب الناجم عن مرض اللثة يمكن أن يسهم في تطور وتقدم الحالات القلبية.
٢. مرض السكري: يكون الأشخاص المصابون بالسكري أكثر عرضة للإصابة بمرض اللثة. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يجعل مرض اللثة غير المعالج من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم، مما قد يسوء حالة السكري. العلاقة بين مرض اللثة والسكري ذات طبيعة ثنائية، حيث يؤثر كل حالة على الأخرى.
٣. العدوى التنفسية: يمكن أن تزيد النظافة الفموية السيئة والعدوى الفموية غير المعالجة من خطر الإصابة بالعدوى التنفسية مثل الالتهاب الرئوي. يحدث ذلك عندما يتم استنشاق البكتيريا الضارة من الفم إلى الرئتين، مما يؤدي إلى مضاعفات تنفسية، خاصة في الفئات الحساسة مثل كبار السن أو أولئك الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف.
٤. مضاعفات الحمل: يتعرض النساء الحوامل اللواتي يعانين من مرض اللثة لمخاطر أعلى لبعض مضاعفات الحمل، بما في ذلك الولادة المبكرة وانخفاض وزن الولادة ومرض الارتفاع الضغطي خلال الحمل (التشنج الوعائي). يمكن أن تؤدي العدوى الفموية والالتهابات إلى استجابة مناعية يمكن أن تعيق تطور الجنين وتزيد من احتمالية حدوث نتائج سلبية.
٥. التهاب المفاصل الروماتويدي: تشير الأبحاث إلى احتمالية ارتباط بين مرض اللثة والتهاب المفاصل الرومعتويدي (RA). يمكن أن تقوم البكتيريا المسببة لمرض اللثة بتنشيط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى الالتهاب وتلف المفاصل لدى الأفراد المعرضين للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
هذه مجرد بعض الأمثلة التي تسلط الضوء على الارتباط بين الصحة الفموية والحالات الصحية النظامية. على الرغم من أن الآليات الدقيقة والعلاقات السببية ما زالت تخضع للدراسة، إلا أن الحفاظ على النظافة الفموية الجيدة، وإجراء فحوصات الأسنان الدورية، وعلاج الأمراض الفموية في الوقت المناسب يمكن أن يسهم في الصحة والرفاه العام. من المهم التشاور مع الأطباء الأسنان والأطباء لمعالجة أي مخاوف تتعلق بالصحة الفموية والنظامية.